اللغة العربية في يومها المجيد
قبل عدة أيام، وتحديداً في 18 ديسمبر الجاري، مرت الذكرى السنوية لليوم العالمي للغة العربية، المناسبة العالمية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 باعتبار اللغة العربية لغة رسمية سادسة في هذه المنظمة العريقة، لتكون برفقة اللغة الصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية في هذه المنظمة الدولية العريقة.
وقد بدئ بالاحتفال الفعلي باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من عام 2012 وذلك من أجل إبراز هوية وقيمة ومكانة هذه اللغة الرائعة التي يتحدث بها أكثر من 400 مليون عربي، وهي لغة القرآن لملياري مسلم في كل العالم، إضافة لجماليات وتفردات هذه اللغة الجميلة والمدهشة بحروفها وخطوطها، كما أنها واحدة من أقدم اللغات وأكثرها عدداً في الكلمات إذ تتجاوز ال12 مليون كلمة، في حين لا يزيد عدد كلمات اللغة الإنجليزية مثلاً على 600 ألف كلمة وهذا يؤكد قيمة وثراء وغزارة اللغة العربية الرائدة على الصعد والمستويات كافة.
وكما تُعدّ اللغة بمثابة الوعاء والصدر الأمين للثقافات والحضارات والآداب والفنون والعلوم والأفكار والمعارف والتراث، كانت اللغة العربية وما زالت تُدهش الباحثين والدارسين والمتخصصين في اللغات القديمة والحديثة لما تحمله من إرث ومضامين وتنوع وسمات لا تجدها في اللغات الأخرى، وتحتفل منظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية في كل عام وتختار بعض الشعارات المناسبة لقيمة ومكانة اللغة، كما تختار المؤسسات الدولية التي تُسهم في تطور وتنمية المجتمعات في مختلف المجالات والقطاعات، وقد سبق لها أن اختارت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية قبل عدة سنوات لتشاركها الاحتفال بهذه المناسبة الدولية المهمة، وذلك تقديراً لمكانة المملكة وما تحمله من رمزية عربية وإسلامية وعالمية، باعتبارها مهد الرسالة الخالدة التي أضاءت العالم ورسخت مبادئ السلام والخير ونشرت القيم والأخلاقيات، كل ذلك وأكثر بلغة عربية خالصة وملهمة.
تلك كانت مقدمة طويلة تستحقها اللغة العربية التي تزدان عراقة وقيمة، ولكن التحديات والصعوبات التي تمنع تفاعل ومشاركة اللغة العربية في المشهد العالمي الحضاري والثقافي كثيرة وكبيرة، والأسباب والأزمات أيضاً كثيرة وكبيرة، بعضها بنيوية وعميقة، وبعضها الآخر تتحمله بعض المؤسسات والمنظمات العربية التي تُعنى باللغة العربية وذلك لعدم قدرتها على إبراز قيمة ومكانة ومرونة اللغة العربية بالشكل الذي يضمن لها التفوق والتميز.
وكما يقول عالم اللغويات الأميركي إدوارد سابير ”1884 - 1939“: ”اللغة هي التي تُنظّم تجربة المجتمع.. وإن كل لغة تنطوي على رؤية خاصة للعالم“.
ومما لا شك فيه أن اللغة العربية تملك كل الأدوات والمقومات والإمكانيات التي تجعلها في صدارة قائمة أكثر اللغات حضوراً وتأثيراً في العالم.







