القراءة.. كيف نبدأ؟

إذا كنت راغبًا في البدء بالقراءة فكيف تبدأ؟

هل من المناسب أن تذهب إلى مكتبة وتشتري مجموعة كبيرة من الكتب وتبدأ بالقراءة على الفور؟ أم تبادر بشراء أي كتاب ثم تقرؤه؟

الحقيقة أن هذه الخطوة يحتاج إليها من لم يُعَوَّد على الكتب والقراءة منذ الصغر، أما أولئك الذين ولدوا وفي أيديهم كتاب أو وهم يشاهدون آباءهم يقرؤون، فهم يعرفون طريق الكتب.

إذا كنت في خط البداية في مشوار القراءة فعليك ألا تتعجل في اختيار الكتب الأولى، فالكتب الأولى التي تقرؤها تشبه الانطباع الأول الذي يتركه أي شخص فيمن يقابله للمرة الأولى، ومن ثم فأنت بحاجة إلى الاهتمام بهذه الكتب التي تبدأ بها.

في البداية اعرف ميولك في القراءة، وإن لم تكن تعرفها فتوجه إلى من يساعدك في التعرف عليها، فإن لم تجد فيمكنك البحث في الشبكة العنكبوتية عما يناسبك، واحذر أن تنساق إلى الكتب المشهورة أو ما تسمى الكتب الأكثر مبيعًا، فهذه الكتب قد تناسب أشخاصًا معينين لكنها قد لا تناسبك بالضرورة.

كذلك ينبغي ألا تندفع لشراء الكتب الكبيرة أو الموسوعات لمجرد إرضاء ضميرك بأنك تنفق على الكتب، لأن الأهم من شراء الكتب هو قراءتها. وما يمكن أن ننصح به في البداية هو اقتناء كتاب قليل الصفحات ومسلٍّ، أو كتاب يكون ذا أفكار بسيطة في مجال عادي وليست من الأفكار الكبرى؛ فيمكنك أن تبدأ مثلًا برواية قصيرة أو بكتاب للقصص القصيرة، أو بكتاب في مجال تعليمي أو تدريبي في الأمور الحياتية.

يعود السبب في حديثنا هذا إلى أهمية خط البداية في مسيرة القراءة؛ إذ من غير المناسب قطعًا أن تكون الكتب الأولى التي يبدأ بها أحدنا ثقيلة أو صعبة لأنها قد تولد لديه ردة فعل سلبية تجاه القراءة.

وحبذا لو استطعنا ربط القراءة بعادة يومية مفضلة لدينا؛ مثل وقت ما قبل وجبةٍ ما، أو ما بعدها، أو الفترة المخصصة لشرب الشاي أو القهوة، أو ما قبل الذهاب إلى العمل أو الدراسة، أو دقائق ما قبل النوم.

ومن المهم هنا أن نبدأ بالقراءة ونستمر فيها حتى لو كانت صفحة واحدة في اليوم، يمكن زيادتها بالتدريج وحسب القدرة.