وجوه لا تنسى: الحاج حسن آل محمود ”العسس“ حارس الليل

جاء في لسان العرب لغة العسس بفتح العين والسين من عس، الدوريات التي تجوب الشوارع بالليل لكشف أحوال المجرمين والمخالفين.

ربما لا يعرف هذا الجيل ماذا تعني تلك المعاني والكلمات العسة أو النواطير أو حراس الليل، فقد انتهت هذه المهنة التي كانت تحرص على حفظ الأمن والأمان سابقا ويبدا المباشرة بالعمل من بعد صلاة العشاءين إلى وقت الشروق، في كل مدن وقرى المملكة المحروسة.

في الماضي كان لرجال الدوريات الليلية ”العسس“ زي رسمي فهي مهنة تقوم بمهام الشرطة حاليا، فالزي المعتمد مكون من بنطال وقميص وقاش وغترة باللون الأخضر ”الزيتي“ وعصا وكشاف وصفارة، حقيقة لم ارى هذا الزي ولكن شاهده جيل من سبقني، أنا فقط عاصرت ورأيت بالزي العتيادي ”ثوب وغترة وعقال“ في السنوات الأخيرة من هؤلاء الرجال ذو الهيبة الذين يجابوا الحي في الساعات المتأخرة من الليل.

وشخصيتنا هذه ممن عمل في هذه المهنة القديمة هو الحاج حسن بن عبد الكريم بن حسين بن مهدي آل محمود، ولد في بلدة القديح الحبيبة بتاريخ 01/07/1362 هـ  وتوفي في يوم 28/12/1443 هـ ، عاش يتيما منذ صغره وتربى بعناية ورعاية خاصة عند الحاج مهدي بن علي آل قاسم «جد زوجته الحاجة نعيمة علي آل قاسم» وانجبت له سبع بنات وثمانية اولاد، لم يكن لديه اخوه فقط اختين الحاجة معصومة والحاجة فاطمة.

تدرج سكنه مابين الحياة الريفية والتقليدية في البلد ففي بداية حياته عاش في بيت من العشيش ”بيوت مصنوعة من الخشب“ بالقديح حتى استقر في منزله الحالي، اول عمل له كان في سوق الخضار بالخبر وبعدها انتقل إلى العمل لدى شركة حفر آبار في بلدة الجبيل ومن ثم في جلب الحجارة والحصى من البحر وهي مهنة شاقة إلا أن استقر في مهنة الدوريات الليلية ”العسس“.

فقد حصلت معه قصص وحكايات كثيرة عند ملاحقته للصوص الهاربين ونكتفي بواحدة فقط، ولأنه يعرف تمام المعرفة بمداخل ومخارج الحي فقد رأي ذات وقت متأخر من الليل رجل غريب اقترب منه وسئله اسئلة متكررة: من تكون؟ ولماذا أنت هنا في هذه الساعة؟ وشك في صدق اجابته ولم يقتنع فامسك به واقتاده لبيت العمدة ليسلمه للشرطة، واتضح بعد ذلك أن هذا الغريب من لصوص الليل، فرحمك الله يا ابا عبد الكريم رحمة الأبرار وجعل الجنة مثواك أنه سميع مجيب الدعاء.