مواطنون يبحثون في مهرجانات العيد عن «البهجة»

وبعضهم يخرج منها بـ«أمراض»

صحيفة الحياة القطيف – محمد المرزوق
زائر يجري فحصاً للتأكد من خلوه من الأمراض في مهرجان «الدوخلة». (الحياة)

 

ربما يتجنب زائرو المهرجانات المرور في الأركان الطبية، فهي قد تكشف لهم «مستوراً» لا يرغبون في معرفته، من قبيل إصابتهم بمرض السكري، أو ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم. كما حدث في الخيمة الطبية، في «مهرجان الدوخلة السادس»، المقام في محافظة القطيف، الذي اكتشفت سبع حالات إصابة بالسكري، لم يكن أصحابها يعلمون عنها شيئاً.

وتتزامن الفعاليات الاحتفالية في المنطقة الشرقية، سواءً في المجمعات التجارية، أو المهرجانات الشعبية، عن كشف المزيد من المصابين بالأمراض، وبخاصة «السكري». وتتحول متعة الفرجة لدى الزائر إلى «قلق» يستمر معه، حتى يتأكد من خلوه من المرض بعد توجهه إلى المركز الصحي، أو يكون ملزماً بتعليمات الطبيب في إتباع حمية غذائية، تجنبه الأعراض السلبية للمرض.

وبعيداً عن الأمراض والأطباء المتحمسين للكشف على الزائرين، سيعود الكبار من زائري «مهرجان الدوخلة»، إلى زمن «الطفولة» في «القرية التراثية»، واللعب في طرق الحارات «القديمة»، وسيطلعون أبناءهم على نمط حياتهم البسيط، الخالي من «البلاستيشن» وأجهزة الحاسب الآلي. وسيلفت انتباه الأطفال «الأغنام والماعز» الموجودة داخل المنازل، بعضها حي، وبعضها الآخر مجرد مجسمات. وقسم القائمون على «القرية التراثية» المساحة الداخلية في القرية. واعتبروا كل قسم «فريقا يعبر عن طبيعة الحياة الدائرة فيه». واستغرق بناء القرية 20 يوماً، بحسب نائب رئيس لجنة التراث علي يعقوب، الذي أبان أن «النوافذ والأبواب وأخشاب السقف تم أخذها من بيوت قديمة، هدمت في السنوات الماضية. فيما بنيت الجدران من الخيش والجبس. إلا أن الدفاع المدني رفض استخدام الغاز في إضاءة القرية، من أجل السلامة، لذلك لجأنا إلى الكهرباء».

ولم يجد القائمون على «قهوة القرية» مانعاً من تقديم «القدو» للزبائن، الذين غلب عليهم الشبان. ويصاحب صوت كركرة الماء في «القدو»، والدخان المتصاعد من الأفواه، صوت القائم على القهوة بين الحين والآخر، صارخاً بجملة «راحوا الطيبين».

وليس بعيداً عن المقهى الشعبي، خصص ركن في «القرية» لعرض صور أكثر من 50 نوخدة من المنطقة الشرقية، أقدمها تعود إلى عام 1376هـ، فيما تبارى ثمانية مصورين، بينهم فتاة، على التقاط صور الزائرين والفعاليات في المهرجان.

وانفردت «مصلحة الجمارك» بركن خاص، عرضت فيها أنواع السموم ووسائل التفريق بين السلع الأصلية والمقلدة، وعرضت 32 لوحة تحذيرية، إضافة إلى عروض فيديو، كما استعرضت قدرات الكلاب في الكشف عن المخدرات. وبعيداً عن «المخدرات» كان للزائرين نصيب في المشاركة بـ«زفة المعرس»، التي قدمت القرية التراثية.